رسالة خبر – مركز الأخبار
جبل حجي إبراهيم هو مكان من بين الأمكنة التي كان يقصدها بديع الزمان من حين لآخر عندما كان في منفى أميرداغ. فبعدما يقوم بكافة أعماله اليومية وينتهي من عباداته وأذكاره وفي طريق العودة إلى منزله الذي يكون في وقت متأخر من المساء، يجمع قطعا من الخشب الجاف (الحطب) ويدفعه لصاحب الفرن ليأخذ مقابله الخبز، وذات يوم عاد من الجبل في وقت متأخر من المساء فأتى إلى الفرن الذي يقصده دائما وقال لصاحبه:
أخي، خذ هذا الحطب وأعطني رغيفا واحدا، وكان صاحب الفرن يشعر بالحرج بسبب هذا الوضع المتكرر، فأجاب قائلا: أستاذي، لم تتعب نفسك؟ أنا وفرني في خدمتكم، يكفي أن تقبلوا يا أستاذي فليس علي أن أقدم لك الخبز مقابل الحطب فحسب بل إني مستعد لأن أفديك بنفسي يا أستاذي. فأسكته بديع الزمان بوضع يده على فمه وأجاب قائلا: لا يا أخي لا، فليرض الله عنك، أنا لا آخذ الخبز إلا مقابل هذا الخشب، لا أريد أن أضيع حقك، فقال صاحب الفرن: حسنا أستاذي، ووضع رغيف الخبز الساخن ملفوفا في منديل مطرز من القماش في جراب الأستاذ، حينذاك قال بديع الزمان: بارك الله في أرباحك وتجارتك يا أخي، وانصرف إلى منزله.