Hutbe-i Şam

من أجل وحدة المجتمع الإسلامي وبناء الأخلاق الإسلامية:

مناقشات الخطبة الشامية إلى اليوم بعد تمام قرن كامل وتزامن بديع الزمان مع الفترة التي صاحبت "السفر في الشتاء" وكما يحتمل قدوم الربيع بعد نهاية فصل الشتاء فإن هذا الفصل سيسلم الطريق أمام فصل الربيع وهي المرحلة الإنتقالية التي يأتي بعدها ربيع الحرية إنها أيام الشام.

 

 

ألقيت الخطبة الشامية من على منبر الجامع الأموي بالشام سنة 1911، وقد مضى قرن كامل على إلقاءها من تلك السنة إلى سنة 2011، هذه الخطبة التي كان لها ثلاث خاصيات: أنها نبهت للحروب التي ستندلع، وأشارت إلى العلوم وتأثرها، والوقائع المدهشة التي ستحدث فيما بعد.

 

 

الخطاب: ماهي الجماعة الإسلامية؟ المخاطب: المسلمون، أهل الإسلام.

 

 

يا معشر المسلمين!

 

 

إن اللفظ الذي يجمعنا ويشمل كل الجماعات، وإن "الهوية المشتركة" بيننا هي: "يا معشر المسلمين".

 

 

صدى بشرى هذا القرن:

 

 

هذه مقتطفات من كلام الأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي:

 

 

"إن المستقبل سيكون للإسلام فقط." وإن الغلبة المطلقة ستكون للخير وللدين الحق في المستقبل.

 

 

وسيكون هذا المستقبل في النطاق الذي حددته الإسلامية.

 

 

"الإسلام كالشمس لا تنطفئ بالنفخ فيها، وكالنهار لا يتحول ليلا بإغماض العينين". إن الذي يريد أن يطفئ شمس الحقيقة بـالنفخ إنما يدلّ على بلاهته وجنونه".

 

 

الإسلامية لا تقتصر ولا يمكن أن تحصر نفسها في أي إنتماء أو عرق أو مجموعة أو بلد أو مجتمع، بل خلاف ذلك فهي تبحث عن كيف يتم الوصول إلى الوحدة الإسلامية في كل البقاع وكل الجماعات والبلدان وغيرها؟

 

 

كيف يتحقق الوعي والشعور بالأمة؟ كيف تسطع الشريعة الغراء وتصير كأشعة الشمس ينتشر شعاعها في كل بقاع العالم؟ لقد دنا شروق شمس سعادة عالم الاسلام الدنيوية. كما يقول بديع الزمان سعيد النورسي أيضا: "يسرّني أن أزفّ إليكم البشرى يامعشر المسلمين، بأنه قد أَزِفَ بزوغ أمارات الفجر الصادق ودنا شروق شمس سعادة عالم الاسلام الدنيوية."

 

 

كان للأستاذ قبل الخطبة الشامية مجموعة من المداولات والمناقشات تضمنت الحلول لمشاكل العالم الإسلامي وإستانبول والشرق.

 

 

في تلك الأيام ألف كتاب "المناظرات" الذي هو بمثابة وصفات وحلول إجتماعية للمشاكل التي يتخبط فيها العالم الإسلامي والشرق التركي خصوصا، وقدم نصائح للعشائر الشرقية، والكتاب حصيلة الأجوبة التي كان يسأله إياها "الشرق وكردستان" والطلبة في المدارس  وغيرها وعامة الناس. وعندما رجع إلى إستانبول كتب مؤلفه "محاكمات عسكرية" و"سنوحات" وهي الكتب التي تصور في بعض صفحاتها ويستنتج من خلالها حال إستانبول والخلافة وغيرها من بلدان العالم الإسلامي في تلك الآونة. فله رسائل في هذا المنوال.

 

 

وكذا يرسم الصورة المختلفة للمنطقة وللشام في تلك الفترة التي بدأت فيها بالإنفصال عن الخلافة الإسلامية نتيجة الإندحار في الحرب وغيرها من الظروف الصعبة التي أحاطت بالعالم الإسلامي كذلك. فله رسائل في هذا الصدد أيضا.

 

 

مقتطفات من الخطبة الشامية: وهي الخطبة التي ألقاها بديع الزمان سعيد النورسي في الجامع الأموي بدمشق سنة 1911.

 

 

الخطبة الشامية هي بيان رسمي "بيان القرن" و "خطاب العصر" للعالم الإسلامي، خطبة تطلب منبرا للأمة عبر توحد كلمتها واتحاد صفوفها لمواجهة العدو.

 

 

 الخطبة الشامية ألقيت بدمشق التي تعتبر في تلك الفترة مركزا من مراكز الخلافة الإسلامية.

 

 

تعتبر إستانبول ودمشق نقطتان مهمتان في تلك الفترة. باعتبار الشام مركز الأمويين وإستانبول مركز العثمانيين.

 

 

الخطبة الشامية تذكرنا بصلاح الدين الأيوبي الذي حمل السيف من أجل الدفاع عن كرامة الأمة الإسلامية، وذلك بالجهاد المادي، فكذلك الخطبة الشامية هي سيف معنوي لرفع معنويات المسلمين والإشارة إلى اتحادهم وذلك بالجهاد المعنوي.

 

 

ولكي ننقذ القدس من طغيان اليهود ونستردها من أيديهم ونخلصها من فتنة الدجال وذلك بالسيف المعنوي للقرآن الكريم الذي نؤمن به بفكرنا وعقلنا وقلبنا سنقوم بالتبليغ الذي يرتكز على أساس الإقناع ونبدأ في المسير نحو التغيير الإيجابي وذلك بمسلك رسائل النور ومنهجها. سنتسلم ونحصل منها على  وظيفة تشخيص وتداوي الأمراض التي أصيب بها العالم الإسلامي والتي أصابتها بالضعف والهوان أمام القوى الطاغية، فلقد حان وقت تسلم  تلك الوظيفة بامتياز.

 

 

وسيتم بناء الخلافة الإسلامية من تسلمنا إياها من السلطنة التي بيد الأمويين إستنادا إلى منهج رسائل النور ونموذجها، ولقد حان تاريخ بناءها اليوم.

 

 

كما يمكن أيضا فهم أن الخلافة الخامسة التي بقيت ولم تكتمل في بدمشق، يفهم  تسليم أمانة الخلافة اليوم لمن يؤتمن عليها، بهذا الفهم يمكن إعادة قراءة الخطبة الشامية مرة أخرى.

 

 

حتى اليوم لم يتم التفاوض والمناقشة بما فيه الكفاية بشأن الخطبة الشامية بين المفكرين الإسلاميين، كما لم تناقش لحد اليوم الخطبة الشامية بما فيه الكفاية باعتبارها وصفة من الوصفات الإجتماعية وباعتبارها أرضية أخلاقية للحوادث الإجتماعية، ومقاربة سياسية لها، والنهج السياسي لحل مشاكل العالم الإسلامي، وباعتبارها نهجا يخاطب المجتمع الإسلامي من حيث شرحها لمشاكله وحيثياته.

 

 

سنة 2011 يجب أن تكون سنة الخطبة الشامية:

 

 

نعاني نحن في العالم الإسلامي والعربي من الأمراض الستة التي جعلتنا نقـف على أعتاب القرون الوسطى في الوقت الذي طار فيه الأجانب – وخاصة الاوربيين – نحو المستقبل، وهذه الأمراض هي:

 

 

أولاً: حياة اليأس الذي يجد فينا أسبابه وبعثه.

 

 

ثانياً: موت الصدق في حياتنا الاجتماعية والسياسية.

 

 

ثالثاً: حبّ العداوة.

 

 

رابعاً: الجهل بالروابط النورانية التي تربط المؤمنين بعضهم ببعض.

 

 

خامساً: سريان الاستبداد، سريان الامراض المعدية المتنوعة.

 

 

سادساً: حصر الهمة في المنفعة الشخصية.

 

 

لو أراد التاريخ أن يسجل علينا عدم فهمنا له حتى يومنا هذا، فإن ما عُرض أمامنا من الأمراض الستة أعلاه وعلاجها في ثنايا الخطبة الشامية، يشهد على أننا لم نستطع تجاوزها في تلك الفترة، وقد يجعلها أكثر تأثيرا علينا إن لم نتداركها في الأيام المقبلة، لأن الظروف تغيرت أكثر، لذلك على العالم الإسلامي أن يضمد جراحاته ويسهل على نفسه تشخيص أمراضه تلك ويبحث لها عن العلاج الفعال والحلول الناجعة والتي أشارت إليها الخطبة الشامية. ومنه توجب على كل واحد منا أن يعيد تجديد نفسه وتغيير أفكاره، ويجب أن يتم هذا على أساس الخطبة الشامية وعلى ضوئها، من أجل هذا تكون هذه السنة سنة الخطبة الشامية. من خلال الإستماع لنصائحها والإستنارة بها. وتنشأ بذلك السياسة الإسلامية العليا في هذا السياق وانطلاقا من هذا الإطار.

 

 

ويحيى العالم الإسلامي بمحور التعارف والتعاون.

 

 

صارت البلدان الإسلامية في يومنا هذا تعتمد في علاقاتها على العرق واللغة والسلطة مقلدة في ذلك الغرب الذي يجعل من النظام العلماني سندا ومن القومية أساس ارتباطاته، وبدلا من تصور واقتراح الأساس الإيماني ركيزة لكل المبادئ الأخلاقية والإدارية التي لها صلة بالأمور الإجتماعية وغيرها، تم إهمال هذا الجانب. فلو إعتمد العالم الإسلامي في علاقاته على الوصفات الدينية في أموره الإجتماعية وجعل أساس علاقاته وارتباطاته الإجتماعية والإدارية هي المبادئ الدينية والأخلاقية وجعل لها الصلة بالإيمان واعتمد في إدارته على الإسلامية وجعلها أساسا له وجعل من الخطبة الشامية أساسا في مراجعة تلك المشاكل التي يعاني منها لوجد الحل لها كافة.

 

 

جعل الوطنية والدين القومي في ظل مشاعر العلمانية والشعور القومي يؤدي إلى السياسة القومية التي تعتمد على السلطة، مما يجعل "القيم المقدسة" تنتج أنظمة محطمة مبنية على التخريب في انتظار إصلاحها وإعادة بناءها بالدين الإسلامي الذي ينبذ شعار القومية العرقية المبنية على العرق أو اللغة وإنما القومية الدينية المبنية على وحدة الدين.

 

 

يمكن اعتبار سنة 2011 سنة بداية هذا الشعور وبالتالي الخروج من تلك القوقعة الضيقة والتطور والتقدم، كما يمكن اعتبارها بذلك بداية الضغط على زر الاحتفال بالذكرى المئوية للخطبة الشامية التي أحضرت لنا وصفات الحلول لأمراض المجتمع باعتبارها إشارة لبداية التطور والخروج من المشاكل التي يتخبط فيها العالم الإسلامي.

 

 

İlk yorum yazan siz olun
YORUM KURALLARI: Risale Haber yayın politikasına uymayan;
Küfür, hakaret, rencide edici cümleler veya imalar, inançlara saldırı içeren, imla kuralları ile yazılmamış,
Türkçe karakter kullanılmayan ve BÜYÜK HARFLERLE yazılmış yorumlar
Adınız kısmına uygun olmayan ve saçma rumuzlar onaylanmamaktadır.
Anlayışınız için teşekkür ederiz.

العربية Haberleri